أثر عائدات النفط والغاز على التنمية البشرية الحاجة المُلحة للإصلاح

الملخص

على مدى العقود الأخيرة، يمكن أن تكون الموارد الطبيعية نقمة أو نعمة للبلدان الغنية بالنفط والغاز، وكانت لفترة طويلة موضوعا شاملا للبحث بين الأكاديميين وصناع السياسات. وتهدف الدراسة إلى التحقق تجريبيا من تأثير عائدات النفط والغاز على مؤشر التنمية البشرية، وتبحث في كيفية تأثر هذا التأثير بالعوامل الاقتصادية والسياسية والبيئية. ولهذا الغرض، تم استخدام ثلاثة نماذج OLS وLSDV وGLS والتي كان الأخير هو الأنسب لتحليل البيانات الجزائية لثمانية دول عربية غنية بالموارد خلال الفترة 2000-2019. وتشير النتائج إلى أن عائدات النفط والغاز لها تأثير سلبي على مؤشر التنمية البشرية، وأن الدول التي تشكل مواردها من الغاز النسبة الأكبر من إيراداتها مقارنة بالدول العربية الأخرى الغنية بالموارد كانت أكثر عرضة للإصابة بالمرض الهولندي. وتكشف النتائج أيضًا أن الدول العربية الغنية بالموارد والتي تعاني من عدم كفاية الجودة المؤسسية وتفتقر إلى السيطرة على الفساد والتضخم السلبي والعلاقة الإيجابية لثاني أكسيد الكربون قد أضرت بالتنمية البشرية. بالإضافة إلى ذلك، سجلت ليبيا معدلات أفضل في مؤشر التنمية البشرية ولكن بنسب مختلفة قليلاً جداً مقارنة بالدول العربية الأخرى الغنية بالموارد. وبناء على هذه النتائج تشير الدراسة إلى أن تحسين الكفاءة الحكومية والجودة المؤسسية يعد خطوة ملحة لاستغلال عائدات النفط والغاز على النحو الأمثل وتقليل الاعتماد على ريع الموارد الطبيعية للتحايل على حدوث لعنة الموارد في المستقبل.